كان تصرف جماهير الأهلي طبيعيا مساء أمس عندما قامت عقب نهاية مباراة فريقها مع أسمنت السويس في ختام لقاءات الأسبوع الـ15 من بطولة الدوري الممتاز, بتحية الحكم أسامة العارف تقديرا منها للدور المؤثر الذي لعبه خلال إدارته للقاء الذي استضافه ملعب ستاد الكلية الحربية ومنحه الفوز للأهلي بهدف للاشيء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها, سجل منها شادي محمد هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة77 من المباراة.
فالأهلي كان الأفضل برغم أدائه أسوأ مبارياته علي الإطلاق لضعف مستوي أداء الخصم وهو أسمنت السويس متذيل قائمة الدوري الممتاز, وكان بمقدوره تحقيق الفوز في أي وقت وبشكل سليم, ولكن يبدو أن تأخر الفوز هو ما دفع بحكم الدرجة الأولي أسامة العارف لاستغلال أول كرة مشتركة داخل منطقة الجزاء ليحتسب منها ركلة جزاء لمصلحة عماد متعب ومنها سجل شادي هدف الأهلي واللقاء والنقاط الثلاث التي بها رفع الشياطين الحمر رصيد نقاطهم إلي36 نقطة متصدرين بها جدول المسابقة.
ولأن ركلة الجزاء هي الخطأ الأكبر لأسامة العارف في المباراة فليست هناك ضرورة لسرد باقي الأخطاء التي وقع فيها خلال إدارته للمباراة التي كانت منطقيا سهلة, إلا أن الصورة الهزيلة التي كان عليها الأهلي في ظل غياب نجوم الفريق لظروف الإصابة والإيقاف والسفر لأداء فريضة الحج.
وإذا كان العارف نقطة ضعف تحكيمية في اللقاء فإن البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي كان نقطة ضعف فنية في اللقاء, حيث بدأ بتشكيل اعتمد هجوميا علي فكر يتلخص في حرية الحركة لأحمد صديق المطالب بالجمع بين دوري أبوتريكة وبركات تحت رأسي الحربة بلال ومتعب.
ونظرا لعبقريته قام بسحب صديق سريعا برغم أنه لم يكن الأسوأ في أداء الأهلي, والمهم أنه بدلا من تصحيح الخطأ بالدفع بصانع ألعاب في وسط الملعب ليكون حلقة الوصل مع رأسي الحربة, قام بالدفع برأس حربة ثالث هو رضا الويشي في محاولة لإرهاب لاعبي الأسمنت.
وبالفعل لم يكن لسيطرة الأهلي أي خطورة علي مرمي الأسمنت خلال المباراة لأنه واصل الإصرار علي عبقريته حتي في الشوط الثاني عندما دفع بفلافيو علي حساب بلال وقبله بجيلبرتو علي حساب شديد قناوي, ولعل هذا ما أفقد الأهلي الخطورة المطلوبة علي مرمي وسام إسماعيل الذي كان أحد أفضل عناصر فريقه في اللقاء.
فشوط المباراة الأول لم يحمل أي أداء ممتع من جانب الفريقين, فأداء الأهلي عشوائي والوصول لمرمي الخصم يأتي من كرات ضالة ليس بها فكر وتحضير, ولعل هذا ما سهل من مهمة الحارس وسام إسماعيل في التصدي للكرات التي وصلته عن طريق بلال ومتعب.
في المقابل لعب سيف عمر المدير الفني لفريق أسمنت السويس بفكر وأسلوب غاية في الواقعية ومناسب لقدرات لاعبيه ولموقف فريقه في مسابقة الدوري الممتاز, حيث الكثافة العددية في وسط الملعب مع التأمين الدفاعي والاعتماد هجوميا علي المساحات الخالية في دفاع الأهلي محاولا استغلال سرعة ومهارة محمد الفيومي.
فرص الشوط الأول بدأت بسديدة لرامي عادل بجوار القائم الأيسر, ثم أخري لمتعب ينقذها وسام إسماعيل, وانتهت بالنسبة للأهلي بالانفراد الذي أتاحه بلال لرضا الويشي الذي بدوره لعبها جميلة في الزاوية البعيدة وقبل أن تسكن الشباك تصدت لها رأس محمد بوبو.
أما فرص أسمنت السويس فكانت أخطرها ضربة الرأس التي لعبها محمد الفيومي من الكرة العرضية التي لعبها سعيد عبدالعزيز ومرت بجوار القائم الأيمن لعصام الحضري.
أما فرص الشوط الثاني فكان أغلبها لمصلحة عماد متعب الذي بدأ الشوط بضربة رأس, ثم تسديدة من ضربة حرة مباشرة والاثنتان تصدي لهما وسام إسماعيل ببراعة.
وأخطر فرص الأهلي بخلاف الهدف الذي سجله شادي محمد من ضربة جزاء في الدقيقة77 كانت لرضا الويشي أيضا عندما أطلق قذيفة ارتدت من يد وسام إسماعيل والقائم الأيسر ولم تجد المتابع الذي يضعها في المرمي حتي أمسك بها الحارس.
ومر الوقت خلال الشوط الثاني ولا جديد حتي بعد تقدم الأهلي, فالأسمنت عاجز عن تهديد مرمي الحضري حتي انتهت المباراة بفوز مستحق للأهلي جاء بطريق غير مستحق ليصل الشياطين الحمر للنقطة36 مغردا بمفرده علي قمة الدوري الممتاز, بينما واصل أسمنت السويس تذيله لقائمة أندية الدوري برصيد10 نقاط