في الحياة اشياء كثيرة تبهجنا وتسعدنا
وبطرق مختلفة ـ فالسؤال يبقى :
ـ هل ان الجمال هو كل ما يسعدنا ؟
هل لنا ان نربط الشعور بالسعادة بأرضاء الحواس ؟
هل ان الجمال مرهون بألأشياء التي تبهجنا ؟
هل لنا ان نعتبر الطعام والشراب والمعرفة
والصداقة والصحة والحب اشياءً جميلة ؟
هل يقتصر الجمال على ما يشبع
حاجاتنا الجسدية والنفسية ؟
هل تكون الاشياء الجميلة مرئية او
مسموعة او محسوسة بطريقة ما ؟
هل الجمال في عين المشاهد ام
انه طبيعة الشئ نفسه ؟
هل من الضروري ان نقطف الوردة
ونشمها لكي نقول عنها انها جميلة ؟
وهل تحتاج الوردة شهادة منا للاعتراف بجمالها ؟
هل يحتاج الجمال الىعباقرة
اوخبراء لكي يحددوا معاييره وموازينه ؟
هل ان الجمال مرهون بقدرة الانسان على التذوق ؟
هل يفقد الجمال جماليته عندما
يكون ذوق جمهوره فاسدا ؟
هل ان جمال الروح فعلا
هو اسمى جمال كما يقال ؟
وما هي ترجمة هذا الاحساس ؟
وهل لنا ان نترجم هذا الاحساس الى افعال ٍ سلوكية ؟
اذن كيف تكون الروح جميلة ؟
اليست الحياة حلوة ؟ وما الذي يجعلها حلوة ؟
اخيرا لماذا نلف الكون بحثا عن الجمال والسعادة
في حين كلاهما موجودان حوالينا اينما كنا ؟؟ !!!
كل هذه التساؤلات تقودنا الى
مجموعة حية من الحقائق التي تقف على :
1 ـ جوهر الجمال : ان الجمال بحد ذاته النعمة التي منحها
الخالق لمخلوقاته وللطبيعة . انه النقوش والالوان التي
جعلها الخالق في اشيائه , في كل وجه جميل في كل
حبة مطر تعانق تربة مشتاقة
في لون السماء والخضرة والبحر .. الخ
انه طاقة كامنة في الاشياء تبعث الالهام
في نفوس المبدعين الذين يستجيبون لنداءات الالهام
رسما ونحتا وموسيقى وشعرا
وكل الاشياء الموجودة في فنون التعبير ...
ان العقل وجد للبحث عن الحقيقة في حين ان القلب
وجد ليهتف طربا ً لمعزوفة الجمال , اذن
هو احد اسرار السعادة التي نبحث عنها ...
الجمال في الكلمات العذبة وفي الاغنية والقصيدة
والخاطرة والابتسامة المشرقة والموسيقى
التي تدغدغ الروح وتداعب القلب وفي الصوت الشجي ,,
اذن لا مكان للقبح في هذه الحياة الا في
عيون اؤلئك الذين لا يعرفون كيف يرون الوجود .
فالجمال في كل الارجاء ولكن لا يراة الا اولئك
الذين يكلفون انفسهم الانتباه اليه ..
ففي زماننا هذا اشياء ً قبيحة كثيرة لكن الشئ
المهم الذي يجب ان نحققه احتجاجا على القبح
هو كيف لنا ان نصنع الجمال ,,
وكيف لنا ان نمارسه ؟
** الجمال الطبيعي :
هو التمتع بجاذبية غامضة فاتنة
ليس لها تفسير او تحديد , تظهر في كامل مظهرنا
وتصرفاتنا واحاسيسنا وطريقة تعاملنا مع الاخرين ,
لذلك فان الحصول على الجمال الطبيعي لا يكون فقط
بوضع المستحضرات على البشرة او تزيين المظه
ر بالحلي والمجوهرات بالنسبة للمرأة او بصقل
الهندام بالنسبة للرجل للحصول على الجاذبية المطلوبة ..
ان امتلاك الجمال الطبيعي
يعني ببساطة ان تكون انسانا
على كافة المستويات واعني بذلك
عندما نقول هذا الانسان
يمتلك الجمال الطبيعي او
انه جميل ذلك لانه يمتلك
الهبة الخاصة بكونه جميلا من
{ الداخـل } الذي
ينعكس طبيعيا على مظهره الخارجي وعلى
الرغم من ان عددا قليلا من البشر يولدون مع هذه
الهبة الالهية فيكون الفرد انسانا بكل معاني الكلمة
ومعطاءً ومحبا ً .. ولكنني لا اجزم ذلك لانني
مؤمنة كل الايمان بأن اي واحد منا يمكن ان
يمتلك هذه النعمة اذا كان ذو ارادة قوية
وبذلك نستطيع ان نعطي ونشارك
الاخرين مشاعرنا الانسانية باتباعنا
الاساليب الطبيعية , فيمكننا ان نفهم
الجمال الطبيعي على انه ذلك الشعور
الرائع الذي يشع من داخلنا فينعكس
على مظهرنا الخارجي اي الوجه والشعر
واليدين والحركات وردات الفعل الخارجية
والتصرفات والحواس اي على وجودنا كله ...
اذن الجمال الطبيعي
يضم المشاعر العذبة الناتجة
عن ذهن صافي والشعور بسلام داخلي
والاحساس
بغايات سامية , ويعلن عن نفسه بطرق شتى كأمتلاك
بشرة ناصعة وعينين تشعان بالحيوية واسنانا ً بيضاء
صحية وشعر ناعم لامع واظافرا قوية وبنية سليمة
وفوق كل هذا شخصية مُحَبة تتمتع بالقيم العالية ...
للوصول الى هذا المستوى
من الجمال نحتاج الى تثقيف
انفسنا فيما يتعلق بكل
الاساليب الطبيعية والصحية التي
تؤمن امتلاك بشرة جميلة
وشابة خالية من الامراض
ان استعمال المستحضرات الصحية
والوقائية الطبيعية
وتطبيقاتها الموضوعية هي ايضا في
صميم الغاية بالجمال ...
ان العناية بالجمال خطوة هامة وجزءا
من عملية متكاملة
وهذه العملية تتحقق عندما تكون جميلا
من الناحية العقلية والروحية ..
ان تعكس صحة الانسجة الداخلية
والخلايا والاعضاء والمحافظة
على صحة الاعضاء الداخلية يصبح
افضل ضمانا للبشرة
لتعكس حالة التوازن اي
{ النضارة ـ
النعومة ـ
الاشراق ـ
الجمال والشباب }
ان امتلاك الصحة الداخلية هو اهم خطوة في الوصول
الى الجمال الحقيقي
,, يقول الخبير فريتوف شوون :
ان روح الجمال في
الاخلاق
والرياضة الروحية
التي هي اعتماد سلوك معقول
وصحيح وكريم ومن ناحية
اخرى يعني جمال النفس الذي
يجب ان يتحلى بالنبل
الجوهري فبدون هذه الميزة لا يثمر الجمال
ولا الرياضة الروحية اي ثمر ..
لذا يجب ان ندرك اهمية نظرتنا للحياة
وان نكون مقتنعين بضرورة التغيير ,
فالامر يتوقف علينا وحدنا والقرار
يجب ان ينبع من الداخل
والاهم من هذا كله هو الحفاظ على
الصحة والجمال حيث ان له تاثير كبير
على المزاج والحالة النفسية ..
ســـــــــــؤال هـــــــــــام :
اين يكمن جمال المرأة
في شكلها
ام مضمونها ؟؟؟
وهل ينبغي علينا ان ننكر بهاء المنظر
بحجة حلاوة الروح ؟؟؟
حقيقة عندما يُصطحب جمال الصورة بجمال الفعل
فان معادلة الجمال قد اكتملت ،
والمرأة في نظري
تكون جميلة اذا اعتبرت نفسها انسانا
له فكر وليس جسد فقط ...
اي ان تهتم بروح الانسان التي تكمن
في داخلها وبتنمية قدرات
هذه الروح ثقافيا وفكريا
ووجدانيا ومعرفة نقاط الضعف
في اخلاقها وعدم التعامل مع الناس بجفاء
او تعال ٍاو غرور .،
وعليها ان تسارع بإصلاح هذه
العيوب لكي تكون جميلة خلقا ً وثقافة
ً {{ فألجســــد هو الاطار فقط
وما بداخل هذا الاطار هو الاهم }} .
وهذا لا يعني انه ليس بالضرورة
ان تعتني بجمال شكلها
وهو جزءا هاما من المعادلة ..
فهنا بعض النصائح الهامة التي يمكن
ان تأخذ بها اي امرأة للحفاظ
على سلامة شكلها ومنها :
الامتناع عن التدخين
والكحول
وقلة النوم
حيث ان هذه العادات تساعد
على قدوم الشيخوخة باكرا ً ..
الابتعاد عن
القلق
والارق
وعدم التعرض للحر الشديد ..
ضرورة الاهتمام بممارسة
الرياضة والرشاقة ..
عدم الافراط
في الاكل وخاصة الاطعمة
الدسمة كالدولة والكبة
وغيرها من الاطعمة الشرقية والكردية ..
تجنب
الضغوط النفسية
وعدم ارهاق الجسد والفكر في العمل ..
هذا .. سيدتي
بقي ان نقول ان
[ الجمـــــال الظـــــاهري
هو رصــــــــيد
قابـــــــل لـــــلافلاس
يومـــــــــاً مـــــــا ]
فعليك ان لا تجعلي اناقة مظهرك
شغلك الشاغل
فتنسي به الاخلاق
والسلوك الفاضل
والحكمة الذهبية هنا تقول :
{ اعطي سيدتي
كل ذي حق حقه فالنظر الى الفتاة
الجميلة لا يستغرق إلا ّ دقائق قصيرة
ولكن الصفات الانسانية هي الدائمـــــــــــــة } ...