لو أنشأت كلٌ منا جدولاً بما تقضي به أوقاتها في اليوم لوجدت أن لديها وقتا ضائعاً كثيراً ,ولتعلم أنها لسوف تحاسب على الأوقات تهدرها دون أية فائدة فلتحاسبى نفسك قبل أن تحاسبى أمام الخلق أجمعين, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تزولا قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ))
لذلك أقدم هذه الطريقة لاخواتى اللواتى يقضون وقتاً طويلاً في اللهو والاستماع إلى الأغاني أو مشاهدة الأفلام والتي تأكل من عمرهم الساعات الطويلة التي يفنون بها عمرهم في ما لا يعود عليهم بأية فائدة.... الخ
ربما تستغربى من العنوان كيف أنك تحفظ القرآن في عشرة دقائق ولكن مبدأ الخطة أن يكون الحفظ مقسما على عدة مراحل في اليوم الواحد.
أي أنك تحفظى كل يوم صفحة من القرآن الكريم, هذه الصفحة التي تتكون من /15/ خمسة عشر سطر تجزؤها إلى /5/ خمسة أجزاء, كل جزء عبارة عن /3/ ثلاثة أسطر ولو افترضنا أنك بطئة الحفظ جداً وأن الكلمة تستغرق معكى لحفظها نصف دقيقة فبالتالي تحتاجى إلى /10/ عشرة دقائق بعد كل صلاة, وهكذا تحتاج لحفظ الجزء الواحد إلى /21/ واحد وعشرين يوماً فقط,
وبالتالي فإنك لن تحتاج إلى أكثر من سنة وثمانية أشهر تقريباً أي (604) أيام فقط ولا أعتقد أن هذه المدة طويلة لأنك لو حسبت مقدار الوقت الذي تهدريه من عمرك خلال يومك لكان كثيرا.
لذلك فإن عشرة دقائق بعد كل صلاة لن تضر بك بل هي سترفع مقامك عند الله وتجعلك ممن رضي الله عنهم مع السفرة والكرام البررة الصالحين إن شاء الله .
و الطريقة كالتالي:
1. عشرة دقائق بعد صلاة الصبح (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الأول من الصفحة.
2. عشرة دقائق بعد صلاة الظهر (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الثاني من الصفحة.
3. عشرة دقائق بعد صلاة العصر (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الثالث من الصفحة.
4. عشرة دقائق بعد صلاة المغرب (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الرابع من الصفحة.
5. عشرة دقائق بعد صلاة العشاء (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الخامس من الصفحة.
6. وأخيراً عشرة دقائق بعد صلاة الوتر تقومى بمراجعة ما حفظتيه خلال يومك هذا وتكونى قد أرضيتى الله عز وجل وتنامى وأنت مطمئنة البال.
7. وأخيراً تخصص ساعة في أحد أيام الأسبوع وليكن يوم الجمعة لتقومى بمراجعة كل ما حفظتيه خلال الأسبوع.
8. عشرة أيام تكون بإذن الله قد أنهيت النصف الأول من الجزء الأول.
9. عشرة عشرة أيام أي ثلاثة أشهر وعشرة أيام تكون بإذن الله قد أنهيت الخمسة أجزاء الأولى ......
(وإذا وفقك الله وتيسر لك حفظ أكثر من صفحة في اليوم الواحد فلا تتخاذل بل ضاعف كمية الأسطر التي تحفظها كل يوم وبالتالي سوف تنهي حفظك في فترة أقل والله الموفق)
،، إن الأمر بغاية البساطة ولكنه لا شك أنه يحتاج إلى مثابرة وإصرار ومجاهدة لهذه النفس الأمارة بالسوء فهذه الطريقة البسيطة تصلح لكافة الناس للطالب مع دراسته وللطفل والكهل والمرأة في بيتها
فضل حفظة القرآن:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
،،((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) صحيح البخاري
،،((إن الحافظ للقرآن، العامل به مع السفرة الكرام البررة)) البخاري ومسلم
،، ((إن لله تعالى أهلين من الناس. قالوا:يا رسول الله من هم ؟ قال هم أهل القران, أهل الله وخاصته)) صحيح الجامع2165
،، ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)). صحيح مسلم. (يتلون كتاب الله ويتدارسونه) أي يتعاهدونه خوف النسيان.
،،((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) صحيح مسلم ،،((لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)). البخاري ومسلم .(الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة ).
بعض الملاحظات التي يجب مراعاتها من قبل الحفاظ:
،،. تذكر الالتجاء إلى الله بالدعاء للحفظ وطلب العون منه لكي يثبتك ويسهل لك وجددى عزيمتك على حفظ القرآن بعد كل صلاة .
،، احرصى على اقتناء نسخة من القرآن الكريم جيدة لا تفارقك أينما حللت وارتحلت .
واجعلى القرآن صديقك الدائم ،،حاول أثناء حفظك أن تتمثل الآيات وأن تتفاعلى معها لأن ذلك يساعدك كثيراً في الحفظ،، عليكى بكثرة التكرار والمراجعة كما قال عليه الصلاة والسلام
((تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها)) .
وحاولى في كل مراجعة أن تزداد ى علماً ووقوفاً عند الآيات.
،، اغتنمى فرصة مراجعة ما حفظتى بترتيلها أثناء الصلوات النافلة وصلوات الليل.
،، أكثرى من ذكر الله واحرصى على كل دقيقة من وقتك واحسبى لها حساباً .... فوقت المؤمن من ذهب،،
احذرى المعاصي بجميع أشكالها وأنواعها, وخاصة معاصي النظر والسمع فهما من أخطر نوافذ القلب.
،،حاول أن تتخذى صديقة مؤمنة لتوجد روح المنافسة بينك وبينها وتتسابقوا إلى حفظ القرآن وتتدافعون للمثابرة والتقدم . كما قال تعالى ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)) صدق الله العظيم