ما فهمه أهل الصيام عن الصيام
د. علي أبو الحسن
في عام 1376 ولأول مرة يطبع كتاب لعاشق من عشاق الصيام الذين تجاوزوا الرأي الى الرؤية فجمعوا ما بين الحسنيين «العلم بالشيء والفهم للشيء والذي اعنيه كتاباً ومؤلفاً هو كتاب«احكام الصيام وفلسفته في ضوء الكتاب والسنة» للدكتور / مصطفى السباعي - يرحمه الله - فكان مما اعجبني في قراءته النهضوية لشعيرة الصوم ما احب نقله للقراء الاعزاء .. وهو يذكر انواع الناس في نظرتهم لتركيبة رمضان ففي ص 42، امتدح الذين: «يرون فيه - أي شهر رمضان - دورة تدريبية لتجديد معان في نفوس الناس من الخلق النبيل والإيثار الجميل والصبر الكريم والتهذيب الإلهي العظيم ..». ويتابع قائلاً ص 43: «ورمضان هو الفترة الروحية التي تجد فيها الجماهير والافراد فرصة لإصلاح تاريخها، ان رمضان محطة لتعبئة القوى النفسية والروحية والخلقية التي تحتاج اليها كل امة في الحياة، ويحتاج اليها كلُ فرد في المجتمع، انه يمنحنا فيما يمنح تذكيراً بالحق الذي تقوم السماوات والارض عليه، وتخلقاً بالقوة التي لا تنتصر أمة بدونها وشغفاً بالحرية التي لا تتم الكرامة والانسانية بدونها». فهو: حقٌ، وقوة، وحرية،هذا بعض ما يمنحنا رمضان في أيامه الجائعة العطشى». وتابع قائلاً ص 48 .. الذين يستقبلونه على انه شهر جوع نهاري وشبع ليلي، ومجرد تلاوة وذكر باللسان ونوم بالمساجد في النهار، لن يستفيدوا منه، وأما الذين يستقبلونه على انه مدرسة لتجديد الإيمان وتهذيب الخلق وتقوية الروح واستئناف حياة أفضل وأكمل فهؤلاء هم الذين يستفيدون منه ...».
ويتابع قائلاً ص 57: «وفي الصوم يذكر الإنسان أنه إنسان».
ويقول في ص 75: «لا تنس وأنت تصوم رمضان أن الله يريد أن يجعلك بالصيام مثال القوي الأمين فحذار ان ينسلخ عنك رمضان وانت الضعيف الخائن».
وفي ص 84: «في رمضان ... تمرداً على عبودية الطعام والشراب، وعبودية العادة والحياة الرتيبة، والتمرد على هذه العبودية اول صفات الاحرار، في رمضان امتناع عن اللذة اختياراً وهذه هي الحرية، حرية الإرادة ..».
عموماً .. الكتاب وثيقة نهضوية راقية، وكي لا أطيل اختم بقوله ووصيته: «ايها الصائمون .. أنتم في معركة من معارك النفس، يحتدم فيها الصراع بين المادة والروح، فحذار أن تهزموا ...».