الحق والباطل))
سأل أحد الناس عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - فقال له : ما تقول في الغناء ؟ أحلال أم حرام؟
فقال ابن عباس : لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.
فقال الرجل: أحلال هو؟
فقال ابن عباس : ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.
ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.
فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟
فقال الرجل : يكون مع الباطل.
وهنا قال ابن عباس : اذهب فقد أفتيت نفسك !!
((المرأة والفقيه))
سمعت امرأة أن عبد الله بن مسمعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها .. فذهبت إليه ، وسألته عن ذلك ، فقال لها : ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.
فقالت المرأة في دهشة واستغراب : لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء ..!!
وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة : أما قرأت قول الله تعالى: { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!
أجابت المرأة : بلى ، فقال لها : إذن فقد نهى القرآن عنه أيضاً ..!
((حكم البراءة))
تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.
فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب .. فتعجبوا وسألوه : وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) ( أي أن مدة الرضاعة سنتين .. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا ، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط ).